(Greenbrier Ghost) (الجزاء الثاني و الاخير)

أبنتها مقتولة، وعزمت على أن لا تدع القاتل يفلت من العقاب، توجهت إلى مكتب العمدة وأخبرته بحلمها، توسلته أن يقوم بفتح قضية أبنتها مجددا، وبغض النظر عن تصديق العمدة لقصة الحلم من عدمه، فقد وافق الرجل في النهاية على ذلك، خاصة وأن اغلب سكان البلدة كانت تروادهم شكوك قوية حول كيفية موت السيدة شو، كما أن الطبيب ناب أعترف للعمدة بأنه لم يجري فحصا كاملا للجثة، وهو الأمر الذي عده العمدة تقصيرا ونقصا فاضحا في سلامة الإجراءات القانونية المرتبطة بحالات الوفاة المشكوك فيها والتي تتطلب القيام بتشريح كامل. لذا تم تشكيل لجنة برئاسة الطبيب ناب لكي تستخرج جثة زونا من القبر ويتم فحصها وتشريحها مجددا بصورة كاملة.


في 22 شباط / فبراير استخرجت جثة السيدة شو من القبر ونقلت إلى مدرسة قريبة لغرض الفحص والتشريح، ولحسن الحظ ساهمت برودة الشتاء القارصة في الحفاظ على الجثة سليمة لم تمس.
التشريح لم يستغرق وقتا طويلا، إذ تكشفت أبعاد الجريمة المروعة بمجرد أن جردوا الجثة من ثيابها، فقد ظهرت بصمات الزوج مطبوعة بكل وضوح على الرقبة، وتبين بالتشريح بأن الحنجرة كانت مسحوقة تماما كما تعرضت الفقرات العنقية للكسر. وحال الانتهاء من التشريح القي القبض على السيد شو بتهمة قتل زوجته.
صورة نادرة لادوارد مع زوجته
تحقيقات الشرطة في ماضي السيد شو قادت للكشف عن بعض الأسرار الخطيرة التي حرص الرجل على إخفاءها، فزواجه مع زونا، والذي لم يدم سوى لثلاثة أشهر، لم يكن الأول في حياته، إذ سبق له الزواج مرتين قبل ذلك، زواجه الأول انتهى بالطلاق، وقد اتهمته زوجته الأولى بالقسوة المفرطة في تعامله معها، أما الزوجة الثانية فقد ماتت في ظروف غامضة بعد أقل من سنة على الزواج.
العجيب أن السيد شو كان في غاية الانشراح خلال فترة احتجازه، كان يقول لرفاقه في الزنزانة بأن الشرطة لن تستطيع أثبات التهمة عليه أبدا، كما كان يحدثهم عن طموحه بالزواج من سبعة نساء خلال حياته، قائلا بأنه ما يزال شابا صغيرا وبإمكانه تحقيق حلمه بسهولة.
في 22 حزيران / يونيو عام 1897 وقف السيد شو، وأسمه الحقيقي ايراسموس تروت شو، المشهور بادوارد، أمام المحكمة بتهمة قتل زوجته، وكانت حماته السيدة ماري جان هيستر هي الشاهدة الرئيسية في قضيته، وقد حاول محامي الدفاع استغلال قصة الحلم والشبح لإثبات عدم أهلية الشاهدة ولنقض القضية برمتها لأنها بنيت على حيثيات وأسس وهمية لا يمكن أثباتها، لكن السيدة شو لم تتراجع عن قصتها قيد أنملة، أصرت على أن ما شاهدته في الحلم هو حقيقة تدعمها الأدلة والبراهين ونتائج التشريح، ولم تلبث هذه الأم الثكلى أن كسبت تعاطف جميع الحضور، فانتهى قرار هيئة المحلفين إلى إعلان السيد شو مذنبا بتهمة القتل وحكم عليه القاضي بالسجن المؤبد. لكن هذه العقوبة لم تنل رضا سكان البلدة الناقمين، فحاول بعضهم تطبيق العدالة بنفسه، وتوجه جمع منهم نحو سجن البلدة وهم عازمون على أخراج السيد شو من زنزانته وشنقه وسط البلدة، لكن الشريف نجح في تهدئة الحشود الغاضبة وتم نقل السيد شو في اليوم التالي إلى احد السجون الكبيرة في ولاية فرجينيا الغربية حيث قضى هناك ثلاث سنوات قبل أن يموت فجأة جراء أصابته بمرض غامض، وقد تم دفنه في المقبرة اللصيقة لحائط السجن في قبر مجهول الهوية من دون شاهد.
صورة قبر زونا واللوح التذكاري الذي يروي قصتها
قصة السيدة شو كانت من أعجب وأغرب القضايا في ذلك الزمان، ولتخليد هذه القضية فقد وضعت سلطات ولاية فرجينيا الغربية شاهدا تذكاريا بالقرب من المقبرة التي دفنت فيها السيدة شو كتب عليه الآتي :
"في المقبرة المجاورة دفنت زونا هيستر شو، وفاتها في عام 1897 سجلت على أنها طبيعية حتى ظهرت روحها لوالدتها لتصف لها كيف تعرضت للقتل على يد زوجها ادوارد. وقد أثبت التشريح حقيقة ما قالته. فوجد ادوارد مذنبا وتم الحكم عليه بالسجن. وهذه هي القضية الوحيدة المعروفة التي ساهمت فيها شهادة شبح في أثبات جريمة قتل".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق