جبل الظلام (الجزء الرابع)

أخذت بندقية جدى على الفور.. ولما وصلت للمطبخ كان كل شيء عادى؟؟ غريب؟ رجعت
الى غرفة جدى التى تركت بها الكتاب ... ولكنه؟؟ لكنه؟؟ لكنه اختفى؟؟ نعم ..
إنى متأكد أنى تركته هنا على السرير؟ سمعت هذه المره أحدهم يجرى على السرير..
أسرعت ورائه..بل بالمعنى الأدق وراءها..إنها تلك الفتاه التى شاهدتها أول مره؟؟
لحقت بها وأنا اضرخ توقفى..توقفى..لحقت بها خارج المنزل وهي تجرى نحو منزل العم
رمزى لتدخل الى الغرفه(غرفة الفئران)..لحقت بها وأنا أراها تدخل القبو وأكاد أصل

اليها.. نزلت السلالم بسرعه..لأجد نفسى بضباب ما بعده ضباب..؟؟ لا أعرف ما يحدث؟؟
ومن فوق رأيت باب القبو يغلق خلفى..رحت مسرعا الى الباب أحاول فتحه..وأحاول
وأحاول..لكن..بلا فائده..إنه مغلق..ياه..يالنى من متسرع؟ نسيت البندقيه؟..قررت
أن أمشى..كنت أمشى وأمشى والشعلات من فوق النفق تضيء المكان..من أضاء هذه الشعلات؟
ولماذا هذا الضباب الرهيب؟ انى أرى فقط أمتار من أمامى فالضباب شديد..والغريب
أنى كلما مشيت تنطفئ الشعله التى أمر عنها..وبهذا يكون خلفى ظلام دامس..بارد
مخيف..جدا..جدا..مشيت ومشيت..حوالى الساعتين..وكأنى أقول أن هذا الممر لن ينهى
أبدا..بلا نهايه؟ مازلت أرى نور مئات الشعلات من الأمام..لكن لكل شيء نهايه..
اللعنه تعبت..الطريق لا تنتهى..هل سأموت هنا؟ وبينما أنا آخذ بالتفكير والقلق
إذ سمعت صوتا من خلفى..صوت لا أنساه أبدا..صوت...............أمى؟؟
من؟؟ أمى؟؟ هل أنا أحلم؟ تجمدت فى مكانى وقلت..أأنت أمى حقا؟؟..نظرت لى بحنان
وجلست على ركبتاها:وقالت تعال يا محمد لأضمك..تعال يا حبيبى..كانت على بعد
20 متر فقط..20 متر وأضمها..أضم أمى التى ماتت وأنا عمرى 7 سنين,آه كم عانيت الوحده
كنت يتيما..لن أنسى طيف كانت تسهر بجانبى وأنا صغير..كيف كانت تفرح اذا فرحت
تحزن اذا حزنت..كانت أكثر من يحبنى بالكون..وكثيرا ما رأيتها تصلى وتدعو لى
تدرس معى دروسى..تعلمنى الصلاه..تسمع منى القرآن..تقبلنى قبل النوم..اذا كنت
مشاغبا لا توبخنى..كانت تحبنى جدا..واذا أكثرت المشاغبه تذهب عنى..لأراها تدخل
غرفتها..تبكى..تبكى بصمت بدون أن تخبرنى أنى أتعبتها..أراقبها من فتحة الباب
وقلبى ينعصر..انها ملاك..... كل هذه الذكريات مرت أمامى بسرعه.. الآن تبعد عنى
أمتار..سأحضنها وأعوض حرمانى س.. (محمد ابنى..اقترب منى)..كان هذا صوت أمى
لكنه يأت من الاتجاه الآخر..من بداية طريق النفق..نظرت سريعا..إنها أمى!!!!
آه؟؟؟ أمى؟ لكن؟؟ لكن؟؟ من هي أمى؟؟ الآن أرى أمى أمامى؟ وخلفى أمى؟؟ من منهم
أمى؟؟ شخصيتان لأمى؟؟ من منهم أمى؟؟ مدت ألي أمى التى أمام الطريق يدها الي
بحنان..وكم أتذكر هذه اللحظه فى الماضى وأنا صغير..و (تعال يا محمد..أنا هي
أمك اياك أن ترد على تلك المرأه) كان صوت أمى..أمى التى بآخر الممر من ورائى؟
ازداد ارتجافى وتوترى..أعصابى تكاد تنهار..انى أنهار..يا الهى ماذا أفعل؟؟
ماذا أفعل؟؟؟؟ لمن أذهب؟؟ وأمامى وبكل قسوه ازداد الضباب كثافة..أحسست ؟أن المسافه
بينى وبين أمى تبتعد.. لا..لا..أنى أزداد انهيار..لا أحتمل..لا أحتمل.. صرخت
بأعلى صوتى(((من منكم أمى؟؟))) وملأ الصدى المكان.. هنا فقط..لم أحتمل..حقا
لم أحتمل.. وانفجرت بالبكاء..نعم البكاء..جلست على الأرض راكعا أبكى لأعلن
انهيارى..انهيار أعصابى.. ومازالت المرأتان تنظران الي بهدوء تام..هدوء قاتل
خلف الضباب.. وأنا أبكى .. وأبكى... وأبكى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق